سامي... الولد الخلوق
واحة الطفولة » واحة الأخلاق
07 - محرم - 1435 هـ| 11 - نوفمبر - 2013

نحكي اليوم قصة ولد صغير اسمه سامي. كان ولدا مؤدبا وحريصا على دراسته ويطيع والديه. لقد كان سامي أذكى تلميذ في صفه وأطيبهم، حتى أن الطلاب الذين يكبرونه سنا أحبوه أيضا. لكن كان هناك الكثيرون ممن يغارون منه، ويتمنون أن يحظوا بحب الجميع كسامي.
في الصف نفسه كان هناك تلميذ يدعى تيمي، لكنه كان ولدا كسولا، ويلعب وقت الحصة، ولايطيع والديه، كما أنه لا يعامل زملاءه بخلق حسن. كان دائما يحبط سامي، ويقلل من شأنه، لكن سامي لم يغير أخلاقه وظل ذلك الولد المحبوب الذي يزداد تفوقا في دراسته يوما بعد يوم.
في يوم من الأيام أهدى والدا سامي ابنهم المميز هدية، عبارة عن قلم جميل. سعد سامي بالقلم وأحضره معه إلى المدرسة حتى يستخدمه في كتابة الدروس. لقد كان قلما جميلا ويكتب بسرعة. عندما رأى تيمي القلم شعر بالغيرة وقال: "أهلا ياسامي! من أين لك هذا القلم الجميل؟ هل اشتريته؟". رد سامي: "لقد أهداني إياه والدي".
اشتعلت نار الغضب والغيرة في قلب تيمي، فقد كان ولدا مشاغبا؛ لذا لم يتلق من قبل أي هدية من والديه، فقرر أن يسرق القلم. في اليوم التالي عندما حانت الفسحة، وكان كل الطلاب خارج الصف، قام تيمي بفتح حقيبة سامي وأخذ قلمه ووضعه في حقيبته وذهب لتناول طعامه.
عندما عاد سامي لم يجد قلمه، فقام بإبلاغ معلمه الذي طلب من الجميع البحث عن القلم المفقود، كما طلب من عامل النظافة البحث عن القلم في حقائب الطلاب. بعد لحظات وجدوا القلم في حقيبة تيمي! فقام الأستاذ غاضبا وطرح السؤال على تيمي الذي أصبح في غاية الإحراج: "الآن ياتيمي! ماذا تقول وقد وجدنا القلم في حقيبتك؟" لم يستطع تيمي الكلام وامتلأت عيناه بالدموع ثم بكى بحرارة.
شعر سامي بالحزن والرحمة عندما شاهد دموع تيمي. فلم يكن سامي يكن مشاعر الكره والحقد في قلبه تجاه أي إنسان، بل كان قلبه طاهرا، لذا طلب من معلمه أن يسامح تيمي طالما وجدوا القلم المسروق.
عندما فتح تيمي عينيه الدامعة خجل من سامي بجمال روحه، وطيب خلقه، وطلب منه ومن المعلم السماح. ومنذ ذلك اليوم أصبح سامي وتيمي أصدقاء، وبالتدريج تغير تيمي إلى ولد مؤدب ومسالم مثل سامي. الكل بدأ يحب تيمي، وأصبح سامي فخورا بصديقه الجديد.
رغم أن تيمي جرح سامي، وآذاه بسرقة قلمه، لكن سامي لايبادله إلا بالحب. وهذا ما يجب علينا جميعا الاتصاف به عند التعامل مع الآخرين حتى مع الأعداء. فمن يدري؟ فقد يكون لأخلاقنا الحسنة دور في تغييرهم للأفضل. وقد قيل ادع إلى الله بأخلاقك قبل أعمالك وأقوالك ومظهرك.
الفائدة: لاترد السوء بالسوء... كن راقيا بأخلاقك دائما...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الترجمة تمت بتصرف وإضافات يسيرة
kidsgen.com